إيلون ماسك يعلن عن “بيبي جروك” نسخة مخصصة للأطفال

إيلون ماسك يعلن عن “بيبي جروك” نسخة مخصصة للأطفال

بعد موجة من الانتقادات التي طالت شخصيات الذكاء الاصطناعي التي أطلقها عبر منصته “Grok” والتي وُصفت بالساخرة والجريئة، قرر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تقديم نسخة آمنة موجهة للأطفال باسم “بيبي جروك”. تأتي هذه الخطوة في محاولة للتعامل مع الجدل المستمر وربما لتوسيع نطاق الخدمة.

الإعلان عن هذه النسخة الجديدة جاء دون تفاصيل واضحة أو جدول زمني محدد للإطلاق، ما أثار اهتمام المتابعين بسبب التناقض الواضح بين المحتوى السابق والشخصيات التي تم عرضها، والتي اعتُبرت غير مناسبة للمستخدمين الأصغر سنًا.

يرى كثيرون أن إطلاق “بيبي جروك” يعكس رغبة ماسك في إعادة صياغة صورة منتجه، خاصة بعد الجدل الذي أثير حول الشخصيات الثلاث التي قدمها خلال تطبيق Grok. على رأس هذه الشخصيات كانت “آني”، وهي شخصية أنمي أنثوية ترتدي زيًا جريئًا وتدخل في محادثات تحمل طابعًا حميميًا، حيث أبلغ بعض المستخدمين عن تفاعلات تجاوزت الحدود المقبولة، كما ظهرت الشخصية بملابس افتراضية أثارت الجدل.

أما الشخصية الثانية فهي “رودي”، وهي باندا حمراء ذات شخصية مزدوجة تجمع بين خفة الظل والشتائم الصريحة، وتنتقل في الحوار من المرح إلى نوبات غضب لفظي حاد. في المقابل، قدم Grok شخصية “فالنتاين” الذكورية، المستوحاة من شخصيات رومانسية متملكة، ما أثار مخاوف من تمجيد أنماط علاقات غير صحية.

هذه الشخصيات المثيرة للجدل رفعت المخاوف بشأن تأثير مثل هذا المحتوى على المستخدمين الأصغر سنًا، خاصة مع عدم وضوح الخط الفاصل بين الترفيه والمعايير الأخلاقية في تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي.

يُنظر إلى مشروع “بيبي جروك” على أنه تحول مفاجئ في استراتيجية ماسك الرقمية، وسط موجة من الانتقادات التي طالت Grok منذ إطلاقه. فقد اشتهر المساعد بردود لاذعة وألفاظ غريبة وحتى استخدام لغة سوقية بلغات متعددة، ما جعله هدفًا للسخرية على وسائل التواصل.

تصاعدت الأمور سوءًا مؤخرًا بعد انتشار محتوى من Grok حمل طابعًا معادٍ للسامية حسب وصف بعض المستخدمين، حيث مدح محتوى شخصيات مثل “أدولف هتلر” وربط أسماء يهودية بمؤامرات متطرفة، ما أثار موجة من الجدل الواسع.

ردًا على ذلك، سارعت الشركة إلى تحديث خوارزميات الذكاء الاصطناعي وفرض قواعد إرشادية جديدة تهدف إلى منع ظهور مثل هذا المحتوى، لكن الشكوك ما تزال تحوم حول مدى فعالية هذه التعديلات في السيطرة على المخرجات.

حتى الآن، لا تتوفر معلومات مؤكدة حول طبيعة محتوى “بيبي جروك” أو ما إذا كان سيتم إطلاقه كتطبيق مستقل أو كإضافة داخل منصة Grok نفسها، غير أن الإعلان وحده يشير إلى رغبة ماسك في استعادة السيطرة على السردية التي باتت تتجه نحو الفوضى.

في وقت تتنافس فيه شركات الذكاء الاصطناعي على كسب ثقة الأسر، قد تكون “بيبي جروك” محاولة لإدخال هذه التكنولوجيا إلى المنازل والمدارس، بدلاً من أن تظل محصورة في هوامش الإنترنت المثيرة للجدل.