صلاح ومارادونا أبرز اللاعبين الذين انتقلوا من الرفض إلى قمة الشهرة العالمية

لم تخل كرة القدم عبر تاريخها من قصص لاعبين بدأوا مسيرتهم بصدمات ورفض، لكنهم عادوا ليحققوا النجومية والإنجازات التي أسرت جماهير الملايين حول العالم، فقد شهدت الملاعب تحولات دراماتيكية في مصير العديد من النجوم الذين اضطروا للرحيل عن أندية كبرى قبل أن يثبتوا جدارتهم في مراحل لاحقة من مسيرتهم.
أعلنت إدارة ليفربول مؤخراً عن التعاقد مع هوجو إيكتيكي قادماً من آينتراخت فرانكفورت مقابل 95 مليون يورو، وهي ثالث أكبر صفقة في تاريخ الريدز بعد التعاقد مع فلوريان فيرتز مقابل 125 مليون يورو وداروين نونيز مقابل 100 مليون يورو، وقد بدأ إيكتيكي مسيرته في باريس سان جيرمان لكنه لم يوفق في الحصول على فرص واسعة بسبب تواجد نجوم كبار مثل ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي، قبل أن ينتقل في 2024 إلى فرانكفورت ويثبت نفسه بقوة.
حقق إيكتيكي مع باريس سان جيرمان بطولتي الدوري الفرنسي في موسمي 2023 و2024 وسجل 4 أهداف وصنع مثلها خلال 33 مباراة، وهو نموذج حديث للاعب استُقبل برفض في البداية ثم وجد طريقه نحو التألق، وهذه الحالة ليست فريدة في عالم كرة القدم، حيث تتكرر قصص مشابهة مع لاعبين أصبحوا أساطير بعد أن جربوا الرفض أو الإهمال.
محمد صلاح على سبيل المثال انضم إلى تشيلسي من بازل عام 2014 لكنه لم يحصل على فرص كافية مع المدرب جوزيه مورينيو الذي فضل إعارته إلى فيورنتينا، قبل أن يشق صلاح طريقه عبر روما ويعود للبريميرليج بقوة مع ليفربول ليصبح من أفضل اللاعبين في العالم محققاً أرقاماً قياسية وإنجازات بارزة.
كيفن دي بروين عاش تجربة مشابهة، حيث ضمه تشيلسي عام 2012 من جينك البلجيكي لكنه لم يجد مكاناً في التشكيلة الأساسية لدى مورينيو، فخرج معاراً لفيردر بريمن، ثم انتقل لفولفسبورج قبل أن يكتب تاريخاً استثنائياً مع مانشستر سيتي ويصبح من أبرز لاعبي الوسط في أوروبا، وانتقل مؤخراً بشكل مفاجئ إلى نابولي.
صامويل إيتو بدأ في أكاديمية ريال مدريد لكنه لم يلعب مع الفريق الأول بسبب قيود تسجيل اللاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي لكنه توج لاحقاً بالنجومية مع برشلونة وإنتر ميلان محققاً ألقاب دوري أبطال أوروبا وأصبح من أعظم المهاجمين في التاريخ.
زلاتان إبراهيموفيتش رفض دخوله إلى آرسنال عقب شروطه الصعبة، لكنه توج مسيرة رائعة مع أندية كبيرة مثل أياكس ويوفنتوس وبرشلونة وباريس سان جيرمان وغيرها، وهو مثال على الثقة بالنفس والتمرد الإيجابي.
تييري هنري لم يحقق النجاح مع يوفنتوس رغم كونه بطلاً للعالم في عمر صغير، لكنه انتقل إلى آرسنال حيث برز كأحد أساطير الدوري الإنجليزي قبل أن يتوج بدوري أبطال أوروبا مع برشلونة.
خوان رومان ريكيلمي لم يجد فرصاً كبيرة في برشلونة بسبب خلافه مع لويس فان جال لكنه أصبح نجم في فياريال وإحدى علامات كرة القدم الأرجنتينية.
دييجو مارادونا رفض نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي التعاقد معه وهو شاب بسبب رفع السعر، لكنه أصبح أسطورة كرة القدم العالمية وفاز بكأس العالم 1986 مع الأرجنتين وحقق إنجازات تاريخية مع نابولي.
زين الدين زيدان مر بفترة رفض في إنجلترا حيث لم تقبل إدارة بلاكبيرن روفرز ملفه رغم لاحقاً أن يصنع أسطورة في الملاعب الأوروبية مع أندية يوفنتوس وريال مدريد.
هاري كين الذي أصبح هداف توتنهام وقائد منتخب إنجلترا، كان قد رُفض من أكاديمية آرسنال بسبب معاناته من السمنة لكنه عاد ليصبح من أفضل المهاجمين في العالم وحصد لقب الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ.
أما جيمي فاردي فبعد أن استُبعد من أكاديمية شيفيلد وينزداي في سن 16 عام، أصر على حلمه ليحقق دوري إنجلترا مع ليستر سيتي ويصبح واحداً من أبرز المهاجمين في البريميرليج، محققاً إنجازات فردية عدة.
هذه القصص تكشف أن البداية ليست دائماً مقياس النجاح في كرة القدم، فالكثير من اللاعبين الذين واجهتهم الصعوبات والرفض في مراكزهم الأولى نجحوا في تحقيق المجد بفضل الإصرار والعمل الجاد والثقة في قدراتهم.