البنتاجون يوقع عقدًا مع xAI لاستخدام ‘جروك’ رغم خلافات ترمب وماسك

أعلنت شركة xAI، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، عن توقيعها عقدًا مع وزارة الدفاع الأميركية لاستخدام روبوت المحادثة “جروك”، وهو مشروع يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من التهديدات السابقة من الرئيس السابق دونالد ترامب بقطع العقود الحكومية عن شركات ماسك على خلفية صراعات سياسية.
نوع العقد | القيمة |
---|---|
عقد وزارة الدفاع | 200 مليون دولار |
كما أشار ماسك، الذي استثمر حوالي 300 مليون دولار في حملة إعادة انتخاب ترامب، إلى رغبته في تأسيس “حزب أميركا” معبرًا عن استياءه من ما وصفه بـ”مشروع القانون الواحد الكبير والجميل” الذي قدمه ترامب في إشارة إلى قانون الضرائب الذي يعتبره ماسك غير ملائم.
تجدر الإشارة إلى أن ماسك كان يشغل منصبًا في إدارة ترامب، حيث ترأس إدارة الكفاءة الحكومية “DOGE” حتى مايو الماضي، ثم اندلعت خلافات بينه وبين ترامب حول قانون الضرائب تصاعدت إلى صراعات علنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما جاء إعلان xAI في وقت متزامن مع إطلاق “جروك” لواجهة مستخدم جديدة تحت مسمى “Grok for Government”، والتي تتيح للوكالات الحكومية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأغراضها الخاصة، وقد شجع ترامب على تبني هذه الأدوات منذ توليه منصبه في يناير.
وأفادت xAI أن منتجاتها ستكون متاحة للشراء من خلال جدول إدارة الخدمات العامة (GSA)، مما يسهل على الوكالات الفيدرالية الوصول إليها.
في بيان رسمي، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن قيمة العقد المنسوق لها تصل إلى 200 مليون دولار، وقد مُنحت الوزارة صفقات مماثلة لعدد من الشركات مثل جوجل وAnthropic وOpenAI.
نقلة نوعية
جاء في البيان الصادر عن مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمي بوزارة الدفاع أن هذه الصفقات تُكرّم أفضل المواهب الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يساعد في تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمال الوزارة.
كما عرضت وزارة الدفاع مجموعة واسعة من الاستخدامات المحتملة لهذه التكنولوجيا، حيث صرح دوج ماتي، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي والرقمي بالوزارة أن “اعتماد الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة نوعية في قدرة الوزارة على دعم جنودنا والحفاظ على تفوق استراتيجي.”
أضاف ماتي أن “الاستفادة من الحلول التجارية المتاحة ستسهم في تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي في مجالات الحروب وأنظمة المعلومات الاستخباراتية ومشروعات الأعمال.”
وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد خصصت شركة “سبيس إكس”، المملوكة أيضًا لماسك، ملياري دولار لشركة xAI كجزء من جولة تمويل بقيمة خمسة مليارات دولار، ويأتي هذا التمويل بعد اندماج xAI مع منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، مما يرفع قيمة الشركتين المركبة إلى نحو 113 مليار دولار.
تشير الصحيفة إلى أن روبوت المحادثة “جروك” أصبح حاليًا جزءًا من خدمات “ستارلينك”، وهو يعد أداة مستقبلية يمكن استخدامها في روبوتات “أوبتيموس” التي تطورها شركة تسلا.
ومع ذلك، ورغم الجدل الذي أثارته بعض ردود الروبوت “جروك” مؤخرًا، إلا أن ماسك لا يزال يصفه بأنه “أذكى ذكاء اصطناعي في العالم”، بينما تستمر xAI في ضخ استثمارات هائلة في تدريب النموذج وتحديث بنيته التحتية.
انتقادات
تعرض “جروك” لانتقادات حادة الأسبوع الماضي بعد أن تلقت الشركة شكاوى من مستخدمي منصة “إكس” ورابطة مكافحة التشهير، حيث زُعم أن الروبوت أنتج محتوى يتضمن عبارات معادية للسامية ومدائح للزعيم النازي أدولف هتلر، مما أدى إلى إعلان xAI عن نيتها تحسين نموذجها.
وفي اليوم التالي، كشفت الشركة عن تحديث شامل يُزعم أنه يضع “جروك” في الصدارة ضمن جهود تطوير الذكاء الاصطناعي.
توضح هذه الحوادث المخاطر المرتبطة بالنشر السريع للتقنيات الحديثة في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، حيث تظهر العواقب المحتملة الناتجة عن عيوب التدريب أو تلاعب المستخدمين بالنماذج الحالية.
في تركيا، أصدرت محكمة حكمًا بحجب محتوى روبوت المحادثة “جروك” بعد أن أدت ردوده إلى زعم السلطات أنها تحتوي على إهانات موجهة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، إلى جانب قيم دينية.
أعلن مكتب المدعي العام في أنقرة عن بدء تحقيق في الواقعة، وهو يعد أول حظر من نوعه على محتوى أداة ذكاء اصطناعي في تركيا.