إحباط محبي تيسلا في الهند بعد افتتاح أول صالة عرض

افتتحت شركة تيسلا أول صالة عرض لها في الهند هذا الأسبوع في منطقة باندر-كورلا بمدينة مومباي بعد سنوات من التأخير والوعود التي لم تثمر عن نتائج. لكن الافتتاح لم يصاحبه الحماس المتوقع، بل غلب عليه شعور الخيبة والإحباط لدى كثير من أوائل مؤيدي الشركة في الهند الذين حجزوا سياراتهم منذ عام 2016 وكانوا يحلمون بأن يكونوا من أوائل مالكي سيارات تيسلا في البلاد.
من بين هؤلاء كان فيشال جوندال، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة GOQii للتقنيات الصحية، الذي زار المعرض في اليوم الأول لكنه لم يبد رغبة في الشراء. ولم يكن جوندال وحده، إذ عبّر آخرون مثل فارون كريشنان من مدونة FoneArena وأميت بهاواني من PhoneRadar عن استيائهم من تعامل الشركة مع عملائها، وقد نجح بهاواني في استعادة مبلغ الحجز بعد نشره لفيديو ناقد على يوتيوب عام 2020 نال تفاعلًا واسعًا من متضررين آخرين.
وكان من المفترض أن تحتفي تيسلا بأوائل داعميها في الهند، لكن هؤلاء لم يتلقوا حتى دعوة لحضور الافتتاح، وهو ما زاد من شعورهم بالتجاهل والإحباط.
أحد أبرز الانتقادات التي وُجهت إلى تيسلا في الهند يتعلق بغياب خطة واضحة لخدمات ما بعد البيع وشبكة الشحن الفائق (Supercharger)، إذ أعلنت الشركة عن إقامة 8 محطات فقط في دلهي ومومباي قبل بدء التسليم في الربع الثالث من العام الحالي دون تقديم تفاصيل حول تغطية باقي المدن أو تطوير البنية التحتية اللازمة.
إلى جانب ذلك، أثرت التحولات السياسية المثيرة للجدل لرئيس الشركة إيلون ماسك، خصوصًا بعد تقاربه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على صورة تيسلا في الأسواق الخارجية.
طرحت تيسلا سيارة Model Y في الهند بسعر يبدأ عند 68 ألف دولار، وهو سعر مرتفع مقارنة بالولايات المتحدة، نتيجة لاستيرادها من الصين كسيارة كاملة البناء، ما يرفع من الرسوم الجمركية. هذا السعر يضع تيسلا ضمن فئة السيارات الفاخرة التي تمثل 1% فقط من السوق الهندي التي يهيمن عليها منافسون آخرون، ويُتوقع ألا تنافس تيسلا بقوة هذه العلامات التجارية في الوقت الحالي بحسب محللين.
رغم التقييمات السلبية، يعتقد خبراء أن دخول تيسلا للسوق الهندي قد يساهم في تعزيز الوعي بالسيارات الكهربائية حتى لو لم تحقق مبيعات كبيرة في البداية، حيث يدفع وجودها المستهلكين إلى التفكير أكثر في هذه الفئة من السيارات.
ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل تيسلا في الهند إذا لم تستجب الشركة لمطالب زبائنها الأوفياء الذين دعموا حضورها منذ البداية، وأعادت بناء الثقة التي فقدت خلال هذه السنوات.