كشف آثار عمرها 2400 عام في قرية من العصر الحديدي بالمملكة المتحدة

اكتشف علماء الآثار مستوطنة غير معروفة سابقًا تعيد صياغة تاريخ انتقال بريطانيا من العصر الحديدي إلى العصر الروماني، ويمتد هذا الموقع الواسع على مساحة تزيد عن تسعين ألف قدم مربع على مصطبة نهرية فوق جدول ألين في فوردينغبريدج، هامبشاير، وقد كشفت الحفريات عن أكثر من ألفي معلم يتضمن أسوارًا وأفرانًا ومسارات وخمسة عشر بيتًا دائريًا مميزًا، وتظهر الأدلة على الحياة المنزلية والصناعية أن الموقع شهد تطورًا ملحوظًا إذ تحول من مستوطنة ريفية بسيطة في أواخر العصر الحديدي إلى مركز صناعي نابض بالحياة في فترة الاحتلال الروماني.
تم الكشف عن هذا الموقع أثناء أعمال الحفر في الحافة الغربية لفوردينغبريدج التي تشتهر بجسرها التاريخي العائد للعصور الوسطى، وأضفى الاكتشاف على البلدة شهرة جديدة متجذرة في حقبة تاريخية أقدم وفق ما نشر موقع interesting engineering، وقد بدأ التنقيب قبل بدء مشروع سكني جديد لشركة CALA Homes حيث وجد الفريق مستوطنة أقدم تقدم رؤى مهمة حول الغزو الروماني لبريطانيا خلال العصر الحديدي المتأخر.
كانت المستوطنة تضم منازل دائرية كبيرة يبلغ قطر بعضها حوالي ثلاثة عشر متراً، وتوجه معظم أبواب هذه المنازل نحو الشرق أو الجنوب الشرقي، كما ظهرت عليها آثار شرفات، وبيّنت الأساسات المتداخلة أن هذه المنازل بنيت بشكل مستمر لتحل محل أخرى قديمة، مما يدل على وجود استيطان طويل الأمد ومستمر.
عثر العلماء على العديد من أحجار الرحى بالقرب من المباني، مما يؤكد أن السكان كانوا يعالجون حبوبهم بأنفسهم، وكان من الاكتشافات المثيرة حجر مجروش كامل مصنوع من الحجر الرملي الأخضر يعود إلى مركز إنتاج في ساسكس، وأوضحت هيئة كوتسوولد للآثار أن مثل هذا الحجر نادر للغاية إذ لا توجد سوى نسبة ضئيلة بحالته، كما اكتشف الباحثون دوامات مغزل مصنوعة من الطين المحروق وأثقال نول تدل على وجود صناعة نسيج في الموقع.
أحدث وصول الرومان تحولا كبيرا في الموقع خلال العصر الروماني المتوسط والمتأخر، حيث كشفت الخنادق والمسارات المسورة عن إعادة تنظيم كاملة على الطراز الروماني، مما حول المستوطنة الريفية إلى مركز صناعي نشط، وتشمل الأدلة من تلك المرحلة آثار صهر المعادن وكميات ضخمة من الطين المحروق ونفايات الفخار والصوان المحروق، ويرى العلماء أن هذه الأدلة تدل على وجود تصنيع خزف بالقرب من المكان.
أكد البيان الصحفي أن تحليل القطع الأثرية لا يزال جارياً، لكن حفريات فوردينغبريدج تقدم رؤى مهمة حول كيفية نمو تلك المستوطنة الريفية وتطورها ومساهمتها في الاقتصاد المحلي والإقليمي.